الأدب و الأدباء

لا داعي للقلق

على سبيلِ الدّعابة


أردتُ أن أسكتَ دهراً !
لكن استنطقني
وحلٌ بلغَ الرّكبتين
له الحقُّ أن يقعَ في ورطةِ البساتين
ولنا الحقُّ أن نبلغه
إلى حين شقوقِ الغربة
عندما تتمكّن السلاطين .
صهيلُ الرّذاذِ يمكثُ
تحت ظلالِ الفصول
أرادَ أن يقلّدَ التّغريد
في زمنٍ بُحَّ صوتُ التّقليد .
ترابُ العودةِ ينتظرُ
ماءً مقدسا
يطهّرُ صُلبَ الطّين
ودينَ الذّات .
باسمه الكرومُ تنادي الخوابي
لعلّها يومًا تقارعُ النّبيذ
الذي في جوفها يدور
بين حلقاتِ التّقديسِ
ودرناتِ التّدنيس ،
ثمّة صيرورةٌ
تمخرُ عبابَ التّرنّحِ
على قارعةِ المساواة
لتصدير قواريرِ البلل
إلى بلدِ النّفير .
مذاقُ الذّوبانِ يحتاجُ
إلى نيرانٍ مشحونةٍ بأعوادِ الأقحوان
منذورةٍ ليومِ القدّاس
قبل أن تقرعَ النّواقيس .
حينما سَمِعَ الجميع
نشرةَ الأخبار
أنّ صبرَ أيوب
عادَ من جديد
يصبُّ زبرَ الحديدِ في الوادي
ما تبدّلَ الزّمانُ بهم ولا المكان
يتلو في نفسه
( فما اسطاعوا أ ن يَظهروهُ
وما استطاعوا لهُ نَقْبا ).
تغرغرتِ أمعاءُ القلمِ
بريقِ الجوع
وصليلِ اللّهفة
عند فاتحةِ الطّريق
تستوحشه العدالةُ من قريب .
منْ يفرشُ السّجّادَ للمداد
غير العتب ؟
منْ يتوضّأ بماءِ الذّهب
عندما يريدُ صلاة الغائب
بعد آذان الغروب
غير جنونِ النّجوم .
شعرهُ الغجريّ علّمهُ البيان
وناي اللّيلِ يثقبُ لحنَ العنوان ،
محفورةٌ هي قواقعُ اللّوعة
على جيدها
بمخالبَ من كبد .
تسمعُ أو لا تسمعُ
تلك المشكلةُ
وإن كانَ في الفراغِ
شيءٌ من حسد…
كما يتنعّمُ الملحُ
في مياهِ البحر
هكذا في بحرِ القوافي
يجري الألم .
أيّها الأميرُ
لا داعي للقلق
نحن نعيشُ
لحلمٍ واحد
يملأ الدنيا
ويموت
قبل موتنا بسنوات…
—————
عبدالزهرة خالد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم حاجب الاعلانات

يرجي غلق حاجب الاعلانات للاستمرار فى تصفح الجريدة